يجب دراسة كافة التقلبات في السوق وفي كافة الأسهم المختلفة وكأنها نتيجة لعمليات يقوم بها رجل واحد فلنسميه الرجل المركب، الذي يجلس من الناحية النظرية خلف الكواليس ويتلاعب بالأسهم
من الخطأ إذا كنت لا تفهم اللعبة كما يلعبها ؛ وربحك عظيم إذا كنت تفهمها !
(دورة ريتشارد د. ويكوف في علوم وتقنيات سوق الأوراق المالية، القسم 9، ص 1-
كان ريتشارد ديميل ويكوف (1873-1934) رائدًا في أوائل القرن العشرين في النهج الفني لدراسة سوق الأوراق المالية ويعتبر واحدًا من “عمالقة” التحليل الفني الخمسة، إلى جانب داو وجان وإليوت وميريل. في سن الخامسة عشرة، حصل على وظيفة مدير أسهم لشركة وساطة في نيويورك. وبينما كان لا يزال في العشرينات من عمره، أصبح رئيسًا لشركته الخاصة كما أسس، لمدة تقرب من عقدين من الزمان، “مجلة وول ستريت” والتي كان لديها في وقت ما أكثر من 200000 مشترك.
كان ويكوف طالبًا شغوفًا بالأسواق، فضلاً عن كونه قارئًا نشطًا للأشرطة والتداول لقد لاحظ أنشطة السوق وحملات مشغلي الأسهم الأسطوريين في عصره، بما في ذلك جي بي مورجان وجيسي ليفرمور ومن خلال ملاحظاته ومقابلاته مع هؤلاء المتداولين الكبار، طور وايكوف طريقة وايكوف التي قامت بتدوين أفضل ممارسات هؤلاء المتداولين في قوانين ومبادئ وتقنيات منهجية التداول وإدارة الأموال والانضباط العقلي ومن منصبه، لاحظ السيد وايكوف العديد من المستثمرين الأفراد الذين تعرضوا للخداع بشكل متكرر.
ونتيجة لذلك، كرس نفسه لتعليم الجمهور حول “القواعد الحقيقية للعبة” كما تلعبها المصالح الكبيرة، أو “الأموال الذكية” وفي ثلاثينيات القرن العشرين، أسس مدرسة أصبحت فيما بعد معهد سوق الأوراق المالية وكان العرض الرئيسي للمدرسة عبارة عن دورة تدريبية تستند إلى مخططات وايكوف ودمج المفاهيم التي تعلمها وايكوف حول كيفية تحديد تراكم وتوزيع الأسهم لدى المشغلين الكبار وكيفية التداول في انسجام مع هؤلاء اللاعبين الكبار.
ولا تزال رؤاه التي اختبرها الزمن صالحة اليوم كما كانت عندما تم التعبير عنها لأول مرة تقدم هذه المقالة نظرة عامة على طريقة وايكوف وأساليبها النظرية والعملية في التعامل مع الأسواق، بما في ذلك الإرشادات الخاصة بتحديد المرشحين للتداول والدخول في مراكز طويلة وقصيرة، وتحليل نطاقات التداول التراكمية والتوزيعية، وشرح كيفية استخدام مخططات النقاط والأرقام لتحديد أهداف الأسعار ورغم أن هذه السلسلة تركز حصريًا على الأسهم، إلا أنه يمكن تطبيق أساليب وايكوف على أي سوق يتم تداولها بحرية ويعمل فيها متداولون مؤسسيون كبار، بما في ذلك السلع والسندات والعملات.